وضحة سالم بالحطم العامري – معلمة متميزة وطالبة علم لا تتوقف

بداية، حدثينا عن نفسك.
أنا وضحة سالم بالحطم العامري، من مواليد عام 1984. أحمل دبلومًا متقدمًا من جامعة دبي، بالإضافة إلى درجة البكالوريوس في تخصص تعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية. أعمل حاليًا معلمة "مجال 1" في وزارة التربية والتعليم، وأسعى حاليًا للحصول على درجة الماجستير في الفقه وأصوله، بإذن الله.

كيف كانت رحلتك الدراسية؟ وماذا تمثل لك جامعة العين؟
رحلتي الدراسية كانت مليئة بالشغف والتحديات، وكان انضمامي إلى جامعة العين محطة فارقة في مسيرتي. الجامعة منحتني فرصة ثمينة لاكتساب العلم من جميع جوانبه؛ الأكاديمية، والمهنية، والإنسانية. حصلت على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف، وهذه المرحلة كانت حجر الأساس في بناء شخصيتي المهنية، وترسيخ قناعتي بأن التعليم رسالة سامية تتطلب الإخلاص والتطوير المستمر.

ماذا عن تجربتك المهنية وتطورك الوظيفي؟
بعد تخرجي، بدأت عملي كمعلمة في إحدى المدارس، حيث طبقت ما تعلمته أكاديميًا على أرض الواقع. ركزت على تنمية مهاراتي التربوية، وبناء علاقات إيجابية مع الطلاب، وتبني أساليب تدريس حديثة تلائم احتياجاتهم المتنوعة. هذه التجربة عززت قناعتي بأهمية التعليم النوعي، وأسهمت في تطويري على المستويين المهني والشخصي.

لماذا اخترتِ هذا التخصص؟ وما هي طموحاتك المستقبلية؟
اخترت تخصص تعليم اللغة العربية لأنني مؤمنة بأنها لغة الهوية والثقافة والفكر. نشأت على حب هذه اللغة، وشعرت بمسؤولية تجاه نقلها وتعزيزها في نفوس الأجيال القادمة. أطمح مستقبلًا إلى تطوير نفسي أكاديميًا ومهنيًا، والمساهمة في إعداد مناهج تعليمية تحافظ على الهوية، إضافة إلى دعم مبادرات القراءة والكتابة الإبداعية بين الطلاب.

كيف أثرت دراستك في جامعة العين على مسيرتك المهنية؟
جامعة العين كانت الداعم الأساسي في تأسيسي كمعلمة. فقد وفرت بيئة تعليمية متكاملة جمعت بين الجانب النظري والتطبيقي، مما منحني أدوات فعّالة لفهم التعليم وتطبيقه بجودة عالية في الميدان.

هل لك مشاركات تطوعية أو مجتمعية؟
نعم، والحمد لله لدي مساهمات تطوعية مادية لدعم بعض الأسر المحتاجة في تعليم أبنائها، وأسأل الله القبول. أفضّل أن تبقى هذه الأعمال بيني وبين ربي.

ما هو برأيك دور الخريج تجاه جامعته ومجتمعه؟
الخريج هو سفير جامعته في الحياة العملية، ودوره لا ينتهي عند التخرج. من واجبه أن يمثل جامعته بصورة مشرفة، ويدعم فعالياتها، ويقدم تغذية راجعة بنّاءة لتطوير برامجها. أما في المجتمع، فعليه أن يسهم بفاعلية من خلال التوجيه، والمشاركة، ونقل المعرفة.

من واقع تجربتك، كيف تحققين التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟
تحقيق التوازن يتطلب وعيًا وتنظيمًا مستمرًا. كوني معلمة، أحرص على إدارة وقتي بمرونة، وأضع أولوياتي بوضوح، وأستمد طاقتي من الدعاء والتوكل على الله. التنسيق بين الجوانب العملية والشخصية والصحية والثقافية أمر ممكن إذا وُجدت الإرادة الحقيقية.

حدثينا عن أبرز إنجازاتك.
أكملت الجزء الأكاديمي من دراسة الماجستير بتقدير امتياز، وأعمل حاليًا على رسالتي البحثية. كما اجتزت بنجاح الاختبار الأول في رخصة المعلم، وأنتظر نتيجة الاختبار النهائي للحصول على الرخصة بإذن الله.

ما هي الركائز التي تنصحين بها الطلبة والخريجين؟
الركائز الأساسية هي: النية الصادقة، الهدف الواضح، الانضباط الذاتي، احترام الوقت، والتعلم المستمر. هذه القيم تضمن النجاح على المدى الطويل.

كلمة أخيرة توجّهينها لخريجي الجامعة؟
أنتم الآن على أعتاب مرحلة جديدة، تودّعون فيها مقاعد الدراسة وتحملون معكم زاد العلم والخبرة والذكريات. تذكّروا أن التخرج ليس نهاية، بل بداية لمسيرة تحتاج إلى صبر، تعلم، صدق في العمل، وثقة بالله ثم بأنفسكم. أنتم أمل المستقبل، فكونوا على قدر الأمانة.