الدكتورة تسنيم النعمان خبيرة قانونية وأكاديمية متعددة التخصصات، تسعى لتعزيز العدالة وتطوير الممارسات المهنية في المنظومة القانونية.

عرفينا عن نفسك؟
أنا الدكتورة تسنيم النعمان، أكاديمية ومهنية متعددة التخصصات، جمعت بين القانون، الإدارة والعلوم التربوية. حصلت على درجة الدكتوراه في الشريعة والقانون من جامعة العلوم الإسلامية الماليزية، وماجستير في القانون الخاص بامتياز من جامعة العين، وماجستير تنفيذي في إدارة الأعمال، إضافة إلى بكالوريوس في القانون من جامعة الفلاح وبكالوريوس في التربية من جامعة اليرموك. أشغل حاليًا منصب نائب المدير العام ومستشار قانوني ومحكّم معتمدة في دولة الإمارات، وأسعى من خلال هذه المناصب إلى إرساء ممارسات قانونية متقدمة وخلق أثر مهني وأخلاقي مستدام يعزز كفاءة المنظومة العدلية ويخدم المجتمع .
أخبرينا عن مسيرتك الدراسية؟ وما تمثله لك جامعة العين؟
تميزت رحلتي الدراسية بالتنوع والتعمق، فقد بدأت بمجال التربية قبل أن أوسع نطاق دراستي إلى القانون والإدارة حتى حصولي على الدكتوراه، مما مكنني من الدمج بين الأبعاد القانونية والإدارية والإنسانية. أما جامعة العين، فكانت محطة تحول جوهرية، إذ نقلتني من الدراسة النظرية إلى التطبيق العملي، وقدمت لي بيئة تعليمية داعمة، وكادراً أكاديمياً متميزاً ساهم في بناء قدراتي الأكاديمية والمهنية بثقة وكفاءة .
ماذا عن تجربتك المهنية وتطورك الوظيفي؟
تنقلت مسيرتي المهنية عبر قطاعات متنوعة مثل التعليم والتسويق والعقارات والتقنية والمحاماة، بدايةً كمشرفة تربوية، ثم في أدوار إدارية وتسويقية داخل شركات عقارية كبرى، وصولًا إلى منصب مدير عام. حالياً، أعمل نائباً للمدير العام ومستشاراً قانونياً ومحكّمة معتمدة، واستفدت من كل مرحلة في صقل مهاراتي القيادية والتحليلية، مما ساهم في بناء مسار مهني متكامل .
لماذا اخترتي هذا التخصص؟ وما هي طموحاتك المستقبلية؟
اخترت تخصص القانون لكونه أساس العدالة وصيانة الحقوق، بينما جاء اختيار الإدارة لتعزيز قدراتي القيادية، وكانت التربية نقطة البداية لإنطلاق تأثيري المجتمعي. أما طموحاتي المستقبلية، فتركز على تطوير التشريعات العربية المعاصرة، وتأسيس مركز تدريب قانوني يدمج النظرية والتطبيق، مع مواصلة البحث العلمي والنشر الأكاديمي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات تشريعية والقوانين وفي مناهج التدريب القانوني.
كيف أثرت دراستك في جامعة العين على مسيرتك المهنية؟
قدمت لي جامعة العين أساساً متيناً من المنهجية العلمية والأكاديمية، خاصة خلال مرحلة الماجستير، فإنها عززت قدراتي في التحليل والصياغة والمرافعة. كما أتيحت لي فرصة المشاركة في ورش عمل ودورات تطبيقية، ما منحني الثقة والكفاءة للانتقال إلى مواقع قيادية وتحقيق التطور المهني.
أخبرينا عن مشاركاتك التطوعية والمجتمعية؟
أؤمن بأن العمل القانوني يجب أن يتماهى مع خدمة المجتمع، لذا شاركت في مبادرات لنشر الثقافة القانونية، وخصوصاً في قضايا المرأة والأسرة، كما ألقيت محاضرات توعوية حول قانون الضريبة والقوانين المرتبطة بها. بالإضافة إلى ذلك، أشرفت على برامج تدريب داخلي لطلبة الجامعات في مكتب “حمد بن جروان” للمحاماة، بهدف تأهيلهم عملياً وربطهم مباشرة بتطبيق القانون في الواقع .
ما هو برأيك دور الخريج تجاه الجامعة والمجتمع؟
أرى أن الخريج هو امتداد حي لرسالة الجامعة، ويعكس بقيمه وأخلاقياته ما تم تعليمه خلال سنوات الدراسة. ويقع على عاتقه مسؤولية التنوير والمبادرة المجتمعية – خاصة في المرحلة الراهنة التي تتطلب رفع الوعي القانوني والاجتماعي – ليكون ركيزة فعالة في تقدّم مجتمعه.
من واقع تجربتك، كيف تحققين التوازن بين الحياة الاجتماعية والعملية؟
أنا أؤمن بأهمية إدارة الوقت بذكاء وتحديد الأولويات، لذلك أمارس إدارة ذاتية صارمة توازن بها بين واجباتي المهنية واحتياجاتي الشخصية والعائلية. كما أخصص وقتاً للقراءة والتطوير الذاتي، لأن الإنسان المتوازن نفسياً وفكرياً هو الأكثر قدرة على الاستمرار وتحقيق النجاح المتواصل.
ما أبرز إنجازاتك المهنية والأكاديمية؟
أبرز إنجازاتي تشمل الحصول على الدكتوراه في الشريعة والقانون، والتفوق الأكاديمي على مستوى البكالوريوس والماجستير، وتولّي منصب نائب المدير العام ومستشار قانوني في مكتب محاماة رائد بالإمارات. بالإضافة إلى حصولي على اعتماد كمحكّمة قانونية من مركز التحكيم الخليجي، وإعداد ونشر بحوث نوعية في مجالات مثل المسؤولية المدنية والتقاضي الإلكتروني .
ما الركائز الأساسية التي يجب أن يعتمد عليها الطالب أو الخريج ؟
- الانضباط الذاتي هو أساس النجاح بعيد الأمد
- التعلم المستمر الذي يعد ضرورة في عالم سريع التغيير.
- المهارات الشخصية مثل التواصل والتفاوض والذكاء العاطفي قابلة للتطوير
- أخلاقيات المهنية والشفافية.
- المرونة والتكيف من الكفايات الثانوية، بل أضحت عنصرًا أساسيًا،
- فهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي بات ضرورياً لكل خريج في المجال القانوني والإداري.
كلمة أخيرة تتوجهين بها لخريجي الجامعة؟
أتوجه إليكم بأنكم اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، فلتجعلوا من علمكم سلاحاً للتميّز، ومن أخلاقكم هوية تميّزكم. حافظوا على شغفكم بالمعرفة، وكونوا جزءاً من صناعة المستقبل، لا مجرد متابعين له. أنتم سفراء جامعة العين في كل مكان، فكونوا فخورين وثابتين عند توقعاتكم وأنتم أهلٌ لها .
إضافة شخصية
في أثناء رحلتي المهنية، تعلمت أن التخصص لا يحدد المسار بل يُثريه، وأن التنوع في التجربة يقود إلى بناء شخصية مرنة، قيادية ومُلهمة. وأسعى دوماً لأن أكون نموذجاً للمرأة العربية المهنية، الواعية بدورها في الأسرة والمجتمع، خاصة في ظل رؤية دولة الإمارات التي تتبنى التحول الرقمي والاستراتيجية الرامية لدمج الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم. أهدف إلى تمكين الأجيال الناشئة بالأدوات التقنية والمعرفية التي تضمن خريجاً قانونياً قادراً على الابتكار ضمن المنظومة العدلية الرقمية .