مستقبل تخصصات الصّحافة الرّقمية والإعلان والعلاقات العامة
بقلم د.مختار العريشي
كلية الاتصال والإعلام
يعد برنامج الاتصال والإعلام (بتخصصاته الثلاث – بكالوريوس الاتصال والإعلام في الصحافة، والإعلان، والعلاقات العامة) والذي تطرحه كلية الاتصال والإعلام بجامعة العين من أهم البرامج المميزة في مجال التعليم الجامعي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة خصوصاً بعد حصول البرنامج على الاعتماد الأكاديمي الدُولي من الهيئة الألمانية (AQAS)، والذي ينعكس على مستقبل خريجي الكلية إيجابياً.
ولأن قطاع الإعلام بشكل عام يعد من أسرع القطاعات تطوراً في عالمنا الحاضر، فقد سعت الكلية إلى مواكبة التّطورات السّريعة في المجال من خلال الحرص الدّائم على تقديم المعارف والمهارات والممارسات والتّدريب الميداني اللازمة لطلبتها حتى يتمكنوا من الممارسة المهنية بحرفية داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة.
إنّ الحصول على درجة البكالوريوس في الاتصال والإعلام تفتح مجموعة واسعة من المجالات المهنية لخريجيها في سوق العمل المحلي بالدّرجة الأولى والدّولي والعالمي بالدّرجة الثّانية، حيث يستطيع خريجو الكلية الانخراط في عدد من المهن التي يوفرها سوق العمل، خصوصاً أن الاتصال والإعلام يشكل جزءاً أساسياً في أي مؤسسة حكومية أو خاصة، بعض النّظر عن حجمها، مكانها أو القطاع التي تنتمي إليه.
فعلى سبيل المثال، تعد وسائل الاتصال المكتوبة، والمرئية، والمسموعة في أي مؤسسة محلية كانت أو دولية أو عالمية العمود الفقري لها، لأن كل المؤسسات والمنظمات تحتاج إلى الاتصال مع الآخر. هنا تحتاج هذه المؤسسات إلى خريجي العلاقات العامة والإعلان للتّواصل مع مستهلكيها أو زبائنها أو عملائها أو من خلال السعي إلى التّرويج للمؤسسة ومنتجاتها أو خدماتها. يستطيع خريجو العلاقات العامة القيام بالعديد من المهام بما فيها إعداد الحملات الإعلامية والإعلانية والخدمية، وتصميم وإنتاج الإعلانات المطبوعة والإذاعية والتّلفزيونية والرّقمية، التصميم الجرافيكي والوسائط المتعددة، الكتابة الحرفية للإعلان والعلاقات العامة في جميع وسائل الإعلام والتّواصل الاجتماعي، تنظيم الأحداث والفعاليات، إدارة العلاقات العامة بحرفية، تقديم العروض وإلقاء الخطابات في المناسبات الرسمية وغير الرسمية للمؤسسة، التعامل مع وسائل الإعلام، إنتاج مواد إعلامية للعلاقات العامة، تطبيق استراتيجيات التسويق، والقيام بدور القائم بالاتصال وتنفيذ حملات العلاقات العامة والتي تطمح من خلاله المؤسسات إلى توصيل وتحسين صورتها الذهنية داخلياً وخارجياً.
في حين تعنى الصّحافة الرّقمية بإدخال التكنولوجيا العديدة في إنتاج المادة الإعلامية وتوزيعها ضمن المنصات الجديدة كالمدونات والشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية، فصّحافة المستقبل تقوم على عنصريين أساسيين هما التّكنولوجيا والصّحفي الشامل. وبما أن سوق العمل في مجال الصّحافة الرّقمية متنامي ومتسارع جداً، فإن سوق العمل لخريجي تخصص الصّحافة الرّقمية واسعة جداً، فمن الممكن أن يعمل الخريج على سبيل المثال لا الحصر في المواقع الإلكترونية الإخبارية والصحف الإلكترونية، الكتابة للصّحافة الاستقصائية، التصميم الجرافيكي في الصّحافة، التصوير الصّحفي، وفي أقسام التّحرير والإنتاج في محطات الإذاعة والتّلفزيون المحلية والدّولية والعالمية. كذلك في المواقع الإلكترونية التّابعة للمؤسسات الحكومية والمنظمات والشركات العامة والخاصة، والتي تحتاج بطبيعتها إلى من يدير ويتولى مسؤولية تدفق المعلومات من هذه المواقع حتى تحدث التأثير المطلوب.
إذا كنت تحب الاستقلالية وريادة الأعمال، فإن مجالات الصّحافة الرّقمية، والإعلان، والعلاقات العامة يتيحون للخريج فرصة العمل لحسابه الشّخصي من خلال إدارة مشروع شركة خاصة صغيرة تقوم بتقديم الخدمات للمؤسسات العامة والخاصة. فمجال العمل في الاتصال والإعلام يعد واسع جداً ومتعددة تتجاوز التّوقعات.