عين على التعليم وأخرى على الوظيفة

عين على التعليم وأخرى على الوظيفة

د.محمد شطاحمدير برنامج الاتصال والإعلام -  فرع أبوظبي

 

يذهب العديد من الخبراء الى القول بأن أنشطة الاتصال أوجدت في العقود الأخيرة وظائف تزيد بكثير عن الوظائف التي أوجدتها أنشطة سائر القطاعات، كالزراعة والصناعة والإدارة، رغم مئات السنين من التواجد. كما يميل الخبراء اليوم في عالم سوق العمل والوظيفة الى تصنيف مجموعة كبيرة من الأنشطة البشرية في خانة الاتصال.

هذا التفاؤل تدعمه فكرة أن قطاع الاتصال ومختلف أنشطته لا يعاني من الندرة، وسيكون أكثر القطاعات حيوية في المستقبل، باعتبار أن نمو القطاعات الأخرى مقيداً بندرة الموارد، ومهدداً بظاهرة النمو الديمغرافي، في حين أن تدفق الرموز يمكن أن يستمر في تحسين الحياة الإنسانية وبأقل التكاليف، فنحن نعيش في عصر " المجتمع الإعلامي" أو " مجتمع الاتصال" حيث تعد المعرفة والمعلومة من السلع القليلة التي يمكن تقديم المزيد منها الى الجميع.

ما تقدم يعني بأن خريج الاتصال والاعلام يملك فرصاً كبيرة للظفر بوظيفة وتأمين المستقبل، فهذا السوق يتطور بشكل سريع ومطّرد كاشف عن الكثير من المهن والوظائف الجديدة في مجالات الإعلام والاتصال لكنه يشترط قدراً كبيراً من الكفاءة، والسبب أن هذه الوظائف هي نتاج ثورة تكنولوجيات الاتصال والإعلام التي تتطلب التطوير والتكييف للبرامج والمحتويات بصفة مستمرة.

لقد استوعبت كليتنا وضمن رؤية ورسالة الجامعة هذه التطورات مبكراً من خلال العمل دوماً على تحديث وتطوير برامجها الأكاديمية، في العلاقات العامة والإعلان والصحافة الرقمية، وتكييفها مع مختلف التحولات، من خلال الانفتاح على ما يجري في عالم سوق العمل والوظيفة. لقد تم إحلال برنامج "الصحافة الرقمية" محل برنامج "الصحافة"، وتم ربط محتوياته بالمتغيرات الجديدة التي طالت مجال مهن الصحافة. أيضا وضمن نفس الاستراتيجية تسعى الكلية الى فتح برنامج الماجستير في "New Media & PR" أو "الإعلام الجديد والعلاقات العامة".

هذا فضلاً عن نية الكلية في تدعيم هياكلها في المستقبل على مستوى المقرين باستوديوهات حديثة في المجال المرئي والمسموع، وقد سبق تزويدها باستوديوهين للتصوير مدعمين بأحدث المعدات والتكنولوجيات، كما تحتوي الكلية إضافة الى مختبرات الجامعة على مختبرين مزودين بأحدث البرامج في مجال تصميم وانتاج المواد الإعلامية. نعتقد أن هذه الجهود في النهاية هي دعم لطلاب كلية الاتصال والإعلام عبر برامج حديثة في مجال الصحافة الرقمية والإعلان والعلاقات العامة.

أيضا وجب التذكير بأن مهن الاتصال و الإعلام تتجه نحو الشمولية فمؤسسات الاتصال و الإعلام قطعاً تبحث عن محررين أو صحفيين أو  عن متخصصين في الإعلان و العلاقات العامة، لكنها في الوقت ذاته تفضل الإعلامي الشامل أو خريج العلاقات العامة الشامل الذي يملك القدرة على تطويع التكنولوجيات الجديدة و توظيفها في انجاز مهامه الوظيفية اليومية في المؤسسة التي يعمل أو يباشر وظيفته بها ،وهنا  نؤكد على  أن كلية الاتصال و الإعلام  بجامعة العين  قد عبَدت الطريق لطلبتها  من البداية نحو عالم الوظيفة ،بما قدمته لهم  من برامج مدروسة  ومن أطقم تدريس وتدريب متخصصة ، ومن بيئة تعليمية شاملة و مريحة طوال  فصول الانتساب الى برامجها.

وأخيراً نود من أبنائنا الخرجين وبناتنا الخريجات أن لا يكتفوا بما تلقوه من درس وتدريب في قاعات الكلية ومختبراتها واستودياهاتها، وما لقّن لهم عبر الزيارات الميدانية والمحاضرات والورش والدورات التي كانت إضافة هامة للبرنامج الدراسي، فالتدريب والتطوير في هذا الميدان العلمي لا يتوقف عند استلام شهادة التخرج، بل يستمر عبر المشاركة في الورش والدورات التدريبية والاحتكاك بالخبرات الميدانية.