محمد النجارين: رحلة النجاح بين الشريعة والقانون

محمد النجارين هو خريج جامعة العين، حاصل على درجة الماجستير في القانون الخاص عام 2018. يشغل حالياً منصب رئيس إدارة الرقابة الشرعية الداخلية في شركة أبوظبي الوطنية للتكافل. وفي حوار له مع مكتب الخريجين حول مسيرته الدراسية وكيف ساهمت دراسته في جامعة العين في تطوير مسيرته المهنية، قال: " بدأت رحلتي الأكاديمية عام 1999، حيث حصلت على بكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ثم حصلت في عام 2004 على ماجستير في التفسير من جامعة الشارقة، تلاها الحصول على الدكتوراه من جامعة بيروت الإسلامية عام 2012. نظرًا لطبيعة عملي التي تجمع بين الشريعة والقانون، قررت في عام 2015 الحصول على ماجستير في القانون الخاص، وكانت جامعة العين الخيار الأمثل لي بفضل البرنامج المقدم، والمتطلبات الدراسية التكميلية، والخطة الدراسية، وكذلك توقيت المحاضرات في برامج الماجستير. وقد حصلت على الدرجة العلمية في عام 2018.

لقد أسهمت دراستي القانونية في تعزيز وتوثيق الجانب العملي في تخصصي، إذ يعد الفهم القانوني الصحيح لنصوص العقود في المعاملات المالية الإسلامية جزءًا لا يتجزأ من تكوين رؤية شاملة تساعد المتخصص في هذا المجال على وضع التصورات الصحيحة للعقود وتنظيمها، وصياغتها بطريقة واقعية تسهل التطبيق العملي. "

 وعن مسيرته المهنية وتطورها الوظيفي قال: " تدور خبرتي حول المعاملات المالية الإسلامية بشكل عام، والتأمين التكافلي بشكل خاص، حيث أتمتع بأكثر من 16 سنة من الخبرة في هذا المجال. أعمل حالياً رئيسًا لإدارة الرقابة الشرعية الداخلية في شركة أبوظبي الوطنية للتكافل، بالإضافة إلى كوني عضوًا في مؤسسة المهنيين الشرعيين في دبي وعضوًا في اللجنة التكافلية في جمعية الإمارات للتأمين."

وعن سبب اختياره لتخصصه وطموحاته المستقبلية قال: " اخترت تخصص القانون الخاص لأنه يمثل تطبيقًا عمليًا لجانب مهم من دراستي النظرية في جميع مراحلها، وذلك نظرًا لقلة المتخصصين في هذا النوع من المعاملات المالية الإسلامية."

وعن مشاركاته التطوعية والمجتمعية قال: " ليس هناك مشاركات تطوعية مجتمعية بالمعنى التقليدي، ولكن يمكن اعتبار الدورات التدريبية المجانية التي أقدمها من خلال الشركة التي أعمل بها للمتعاملين معها نوعًا من الأعمال التطوعية، حيث تهدف إلى تثقيف المجتمع حول هذا النوع من المعاملات المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. كما أشارك في الندوات والمؤتمرات ذات الصلة بتخصصي."

وعن رأيه بدور الخريج تجاه الجامعة ودوره في خدمة المجتمع قال: " لا تنتهي مسيرة الخريج بمجرد استلام شهادته، بل هي بداية العلاقة الحقيقية الخالية من المصلحة مع الصرح العلمي الذي نهل منه. يبقى الانتماء قائمًا، كما تبقى العلاقة المعنوية والروحية مستمرة من خلال التواصل، وتقديم الرأي، والمشورة، وما يخدم تطور وتقدم هذا الصرح، كونه جزءًا من منظومة تعليمية متكاملة تخدم مجتمعًا واحدًا."

وعن كيفية تنظيم الوقت بين حياته العملية والشخصية والصحية والثقافية قال: " الطموح والتضحية هما الأساسان. نعم، يجب أن يكون الطموح بلا حدود، ويجب وضع هدف تلو الآخر. تحقيق ذلك يتطلب التضحية بالوقت والجهد والمال للوصول إلى الأهداف والتدرج فيها. إذ يتطلب الأمر التضحية بجزء إضافي من الحياة الاجتماعية دون الإضرار بها، ومنح التحصيل العلمي مساحة أكبر، مع تقليل المساحة الشخصية لفترة محددة من الزمن، مما يعزز بشكل كبير إمكانية تحقيق الطموحات والأهداف."

وعن الإنجازات والجوائز التي حققها قال: " شاركت في صياغة ومراجعة العديد من المعايير الشرعية التي تصدرها الجهات التنظيمية. كما شاركت في العديد من المؤتمرات والمنتديات داخل الدولة وخارجها، سواء بالحضور أو بتقديم ورقة بحثية، بالإضافة إلى العديد من الدورات التدريبية وورش العمل. حصلت أيضًا على العديد من شهادات التقدير والدروع التذكارية."

وعن الركائز التي يجب أن يرتكز عليها الطالب أو الخريج قال: " الدعاء، الصبر، المثابرة، الإخلاص، الإصرار، والتفكير في اللامستحيل، بالإضافة إلى تكافؤ الفرص، كلها جزء من الركائز الأساسية التي يجب أن تكون منهج الطالب قبل وبعد تخرجه."

وفي الختام، توجه الخريج محمد النجارين  بنصيحة أخيرة لخريجي الجامعة قائلاً: " لا ينتهي طلب العلم عند الحصول على درجة علمية معينة، بل إن طلب العلم ونشره وخدمة المجتمع هي رسالة الله إلى البشر حتى نهاية العمر. وينبغي أن يتحلى الطالب بالإخلاص وبذل الجهد، مع نية تجعل من طلب العلم عبادة من بدايته إلى نهايته."