تحديث التعليم الصيدلاني ودور الصيدلي في سياق تطوير المهنة

د.عادل شعبان صادق – كلية الصيدلة

لقد تغيرت مهنة الصيدلة تغيراً جوهرياً على مدار السنوات الأخيرة من الصيدلة التقليدية التي تركزت في الماضي على صرف الأدوية إلى دور متقدم يُركز على الرعاية الصيدلانية والطبية للمريض. لقد كان دور الصيادلة في الماضي يعتمد بصورة أساسية على تركيب الأدوية وتصنيعها، لكن هذا الدور قد انخفض بشكل كبير بمرور الوقت، وحتى تركيب الأدوية الذي كان يقوم به الصيدلي في الماضي قد تم تغيير هذا الدور إلى تركيب الحقن الوريدية وتجهيز التغذية الوريدية لمرضى العناية المركزة وذلك في أماكن معقمة تعد خصيصاً لذلك في المستشفيات.
هذا التقدم المهم في دور الصيدلي أدى إلى أن يكون الصيدلي جزءاً من فريق الرعاية الصحية الأوسع نطاقاً الذي يعمل من أجل توفير الرعاية الصيدلانية مع رعاية صحية أفضل للمرضى، وبالتالي المساهمة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية العالمية الجديدة.
لتحقيق دور الصيادلة اليوم، يجب تطوير وتوسيع هذا الدور ليشمل مفاهيم الرعاية الصيدلانية، مما يجعل الصيدلي متخصصاً في الرعاية الصحية إضافة الى صرف الأدوية. لذلك قامت كلية الصيدلة في جامعة العين بتنفيذ منهج طموح يتماشى مع المتغيرات العالمية ويحاكى الدور المتغير للصيدلي.
يوفر هذا المنهج المعتمد من مجلس الاعتماد الأمريكي للجامعات القدرة على التفكير النقدي، وتحسين مهارات حل المشكلات الدوائية واتخاذ القرارات المهمة في وصف الأدوية خلال المرور مع الأطباء على المرضى في جولات المستشفى اليومية.
كذلك يوفر برنامج التدريب الصيدلي في الكلية من ناحية التعليم التجريبي في التدريب على صيدليات المجتمع وتطوير دور الصيدلي فيها وأيضا مصانع الأدوية. ويشمل التدريب الصيدلاني أيضا صيدلة المستشفيات والصيدلة السريرية والتي تتيح للطالب المتدرب المعلومات والمهارة اللازمة للتطبيق ونقل المعرفة الدوائية الجديدة القائمة على أحدث الأبحاث في العلوم الصيدلانية والاجتماعية والسريرية.
يوفر تدريب المستشفيات الفرصة للتعود على العمل جنباً إلى جنب مع الكادر الطبي في مختلف التخصصات والتعامل مع مزودي الخدمات الطبية المساعدة الآخرين وتعلم كيفية عمل الفريق لتحسين الخدمات الطبية مما يؤدي الى تحسين الصحة لسكان المجتمع.
يتغير دور الصيدلي وسيستمر في التغير جنباً إلى جنب مع احتياجات وتوقعات المرضى من مستخدمي الخدمة كذلك إن التقدم في التكنولوجيا والتغيرات الاجتماعية والثقافية قي المجتمع وزيادة الوصول إلى المعلومات بالخدمة الرقمية والتحول إلى العمل متعدد التخصصات كلها تعني أن الطريقة التي يعمل بها الصيادلة ستحتاج إلى التغيير والتطور الدائمين.