الخريج زهرة المنصوري: على الخريج تسخير كل ما اكتسبه من علم ومعرفة في خدمة المجتمع والأفراد.

سنتعرف في هذا اللقاء على الخريجة زهرة المنصوري الحاصلة على شهادة البكالوريوس في القانون عام 2010 خريجي الدفعة الأولى لكلية القانون في مقر العين والحاصلة على شهادة الماجستير في القانون الخاص عام 2017.

 

من هي زهرة المنصوري؟
مستشار قانوني في مستشفى العين، لدي خبرة ما يقارب 15 سنةـ طالبة دكتوراه في الفلسفة القانونية ، و أول طالبة إماراتية ناقشت رسالة بحث في القانون الخاص في موضوع مشروعية إزالة أجهزة الإنعاش عن مرضى موتى الدماغ، وحاصلة على رخصة المحاماة وحاصلة على رخصة مدرب قانوني معتمد ، بالإضافة الى شهادة البكالوريوس و الماجستير في القانون حاصلة على شهادة البكالوريوس في إدارة أعمال من كلية التقنية العليا للطالبات ، في عام 2009 عملت كمستشار قانوني في مستشفى توام وفي عام 2013 تمت إعارتي للأمانة العامة في مدينة أبوظبي بمنصب مدير مشروع وتحديداً في قسم الموارد البشرية. أشغل حالياً منصب مدير الشؤون القانونية في مستشفى العين وسبق أن تم تكليفي بإدارة الشؤون القانونية في كلا المستشفيين في آن واحد وأنا فخورة جداً بذلك. 

 

حدثينا عن ذكريات دراستك في تلك الحقبة الزمنية، وما تمثله لك جامعة العين؟
كانت أيام جميلة شيقة فيها الكثير من الضغوط والتحدي والمنافسة، أيام جميلة مضت بين التنقل بين المقرين في العين وأبوظبي، أستطيع أن اقول بأنها حقبه تفردت بوجود أساتذة مميزين فعلاً، وجدنا المتعة في فهم القانون بفضلهم حيث أن بعض الدكاترة وأخص بالذكر الدكتور/ عمرو بصلة، رحمة الله عليه، كان يقوم بشرح المادة وهو متيقن بأن الطالب استطاع فهم المادة، وفعلاً لم نكن بحاجة للدراسة قبل الامتحانات فقد كانت المواد مفهومة لا تحتاج الى اعادة قراءة أو فهم. كذلك القانون الجنائي مع الأستاذ الموقر/ رفعت رشوان، فقد أنار بصيرتنا بشكل جميل جداً في طرح المادة بشكل سلس وكأنها معادلة رياضية لما كان في ذلك أثر ايجابي في تكييف الأحداث الشخصية بشكل قانوني. ولا أنسى فضل المعلم الأب/ الأستاذ الدكتور مصطفى قنديل، الذي تأنى معنا بحكمه وأخذ بيدنا الى التخرج بكل فخر.

 

أخبرينا عن مسيرتك الدراسية؟
كنت طالبة من خريجي الدفعة الأولى، والتخصص طرح حديثا آنذاك، لم يكن الأمر سهلاً، كنا نراها صعبة الفهم والحفظ، لكن طلاب وطالبات الجامعة كانوا على يد واحدة، فكانوا يضعون نسخاً من الملخصات والكتب في إحدى المكاتب القريبة من الجامعة، وكنا نستعين بهذه النسخ.
لم تكن الدراسة صعبة بقدر ما كان توافر المادة أصعب. ورغم ذلك ساهم الأساتذة مشكورين في شرح المواد بطريقة سلسلة لترسيخ المعلومات في عقل الطالب.

 

سبب اختيار تخصصك وما طموحاتك المستقبلية؟
في الحقيقة التحقت في بداية الأمر بكلية الإدارة عام 2006 وذلك لاستكمال دراسة البكالوريوس في الادارة ، إلا أنني وأثناء عملي رأيت أنني أحب مراجعة القوانين الخاصة بالشركة التي أعمل بها، إضافة إلى ذلك في بعض الأحيان كنت أقوم بإبداء الرأي القانوني لمسؤولي المباشر، وكنت أهم بقراءة كل ما هو جديد في قانون الأحوال الشخصية لأمور شخصية وعائلية، فسرعان ما عدلت عن تخصص الإدارة وذلك فور علمي بفتح تخصص القانون في الجامعة، ومنذ ذلك الحين أيقنت أن الله اختار لي شيئا يصب في مصلحتي حتماً وهو المضي في دراسة القانون وبدأت بعد ذلك السعي إلى إثراء التخصص بمزيد من العلم والمعرفة ولله الحمد. استطعت وبكل فخر تحقيق ما أريده بفضل من الله.
أطمح لفتح مكتب محاماة متخصص في قضايا معينة أستطيع الجزم بأنني سأكسب تلك القضايا من خلال الخبرة، إضافةً إلى ذلك أطمح لأن أكون خير معلم وخير مدرب للطلبة القانونين المبتدئين وترسيخ المواد النظرية بشكل مبسط جداً على أرض الواقع العملي. وأستطيع القول أنني تدرب على يدي عدد كبير من خريجي جامعة الامارات.

 

حدثينا عن مسيرتك المهنية؟
كنت موظفة عادية أعمل في قسم الايجارات وكان ذلك على مؤهل إدارة الأعمال، وبعد إلتحاقي بدراسة تخصص القانون في جامعة العين تم نقلي الى قسم الشؤون القانونية وأحب أن اوضح بأنه تم نقلي قبل حصولي على المؤهل العلمي وذلك بسبب وجود قادة لهم نظره مستقبلية ينظرون من خلاله خارج الصندوق، وهذا ما حدث، حيث أنني كنت عند حسن ظن مدير الشركة بي، وتمت مكافأتي من خلال إدارة قضايا الحكومة وجهات حكومية أخرى كأفضل موظف وأفضل إدارة متعاونة والمشاركة في الأمور القانونية.

 

كيف دعمت دراستك في جامعة العين مسيرتك المهنية؟
حققت دراستي في الجامعة نجاحاً مذهلاً وملحوظاً في مسيرتي المهنية، فبفضل جامعة العين أصبحت اليوم مديراً في أحد الجهات الحكومية ومستشاراً ومدرباً قانونياً. وذلك بسبب الاثراء القانوني الضخم الذي اكتسبته من خلال دراستي في الجامعة ومن خلال مساعدة الأساتذة في تقويم المسار القانوني الصحيح لدى الطالب.

 

ما هي أبرز التحديات التي تواجهك في منصبك الحالي؟
كما تعلمون بأننا في بيئة يسود فيها ما يسمى بالعرف، فأجد أحياناً صعوبة في تكييف بعض الحالات، وبالتالي أحرص على ابداء رأي مناسب لا يخالف النظام العام. وأحيانا قد ألجأ إلى مجلس الشورى لإبداء الرأي التشريعي في بعض الحالات. كما أنه من التحديات التي أواجهها هي مواكبة القوانين المتغيرة وتجاهل البعض لهذه القوانين، لا سيما في الوقت الراهن مع جائحة كوفيد 19 وصعوبة تقبل الأفراد النظم المعمولة بالدولة.

 

من واقع تجربتك الشخصية، كيف يمكن تحقيق التوازن بين الحياة الاجتماعية والحياة العملية؟
أنا عاشقة للتحدي والمستحيل، فأنا قادرة على المنافسة والعمل والانتاج، ولكل شيء وقت تم تخصيصه بقدر، وعندما تمتلك روح إيجابية مثابرة لا يمكن للأمر أن يكون صعباً كما قد يظنه البعض لاسيما وأنني موظفة وطالبة آنذاك والأهم من ذلك أنني أم لثلاثة أولاد، حيث أن مسؤوليتي الأساسية هي أنني أم تربي أجيال ولم تكن مسؤوليتي الأساسية تحقيق المناصب وغيرها حيث لم يكن هناك ما يشغلني عن أبنائي وتربيتهم مهما كانت الضغوطات والمسؤوليات والمغريات من حولي وأستطيع أن أرى نجاحي من خلالهم حيث أنهم جميعاً وصلوا للمرحلة الجامعية وهم من الطلبة المتفوقين ولله الحمد على فضله وكرمه.

 

بحكم خبرتك في مجالك ما هي الركائز التي يجب ان يرتكز عليها سواء الطالب أو الخريج؟

الابتعاد عن مفهوم الحفظ التقليدي، وضرورة فهم المادة ليستطيع التعامل مع الرصيد المعرفي. وكذلك أهمية الوعي على التجدد في المعرفة وعدم حصرها من مصدر واحد، وعليه ألا يأخذ المعلومات في الكتب على أنها مسلمات، بل لا بد من نقدها وتحليلها واخضاعها للرأي العلمي الموضوعي لتكون أرسخ في العقل.

 

كلمة أخيرة تتوجهين بها لخريجي الجامعة؟
اتبع شغفك ولا تتوقف عن القيام بتنمية الجانب النظري بالتطبيق العملي، وذلك من خلال التدريب التطوعي في الجهات الحكومية وغيرها وضرورة الإلحاح عليها لأن الواقع العملي مختلف تماماً عن الدراسة الأكاديمية.